ملاحظات علينا في المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم : هذه بعض الملاحظات على الإمام والمأمومين في بعض المساجد ، فما كان فيه تعديل فقم بتعديله وما كان صحيحا فاثبت عليه بارك الله فيك .
1ـ الإمام ، يلاحظ على بعضهم تأخره بحجة أن الجماعة لم يحضر منهم إلا القليل ، وهذا فيه مراعاة للكسالى ، كما أنه أثناء القراءة لا يراعي الوقوف عند نهاية المعاني ، بل يقف كما يشاء ثم يضطر إلى أن يعود ليقرأ نهاية ما قرأ ، مثل :
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ ) الكهف ، فلو كان الإمام يفهم المعنى لم يقف عند يحسبون ، وليتها مرة واحدة ، بل كل مرة ، مما يدل على أنه تعود وأثر على المأمومين بتعليمهم قراءة غير صواب.
ثم يردها مرة أخرى ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ومثل : (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ) فيقف هنا ، ثم يرد الآية ( يوحى إلي
أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه ) وهذا الترديد ليس بسبب قصر نفسه بل بسبب تعوده ، مما يؤثر على الجماعة الذين يسمعون فينهجون نهجه في القراءة . ومن الأمة أيضا من يخطي في المد ، فيمد كل الحروف ، حتى النون ، يمدها ست حركات في ( إن ) وهذا يدل على أنهم لم يسمعوا بتركيز قراءات من مشايخ كأمة الحرم بل اجتهدوا وتعلموا دون سماع.
بالنسبة للمأمومين : ففي المساجد الشيء الكثير ، أول ذلك : عدم اهتمامهم بالصوف الأول عند حضور انتظار الصلاة ، بل يستندون بعيدا في آخر المسجد ، ثم عند سماع الإقامة يتسابقون بشكل مزعج وكأنهم لأول مرة يعرفون قيمة الصف الأول ، ثم يزاحمون من سبقوهم وانتظروا فيه ، إلى درجة تعديهم على أماكن لا تكفيهم ، فيضايقون الآخرين بغيرة الأجر ، لكن بطريقة الأذية ، وأذية المسلم يجب أن نتجنبها قبل كل شيء، فإما أن تجلس أيها المأموم منذ حضورك أو لا تزاحم بشكل مزعج ، حيث يحشر البعض نفسه فلا يضبط مجاوروه صلاتهم بسبب تعديه عليهم في المكان .
وهناك من المأمومين من يشبه البعير في حركته أثناء الصلاة ، حيث يصطدم بمن هو بجانبه في حركات جانية لم يحسب مضايقة الآخرين ، فتجد كتفه كل فترة تضرب في كتف الآخر ، وهكذا تعود عدم مراعاة منع الأذية .
وهناك من المأمومين من يصدر بأنفه أصوات مزعجة ، حيث يستنثر في الصلاة أو بعد الصلاة وكأنه يجلس في المسج لوحده ولا أحد حوله ن في حين أن أصوات أنفه مزعجة وغير لائقة ، وهذا ليس من الأدب أصلا ، وبالتالي عليه مراعاة الناس حوله وظهروه بمظهر المتحضر ، فلا داعي لهذه الأصوات المزعجة بل يمسح أنفه بهدوء حتى يخرج إلى دورة المياه ، وهناك يفعل ما يشاء .
كذلك بعضهم يصدر أصواتاً تشبه صوت صهيل الخيل ، فلا هو سعال ولا هو من مرض ، ولكن من عادة وعدم حياء ، دون أن يراعي من حوله بصوته وبهذا يقطع خشوع المصلين ويظهر المسلم بمظهر لا يليق ويسيء لدينه ولأدب المسلمين . وأيضا من المصلين من يرمي نظارته وعقاله أمامه أثناء التكبير ، ثم يشغل من حوله بهذه الأدوات يضطر لتغيير محلها كلما تحرك وكأنه قد تفرغ في صلاته لها ، فلو وضعها في السيارة أو فوق دولاب أمامه لارتاح وريح الآخرين .
ومن المأمومين من يتخطى رقاب الناس في صلاة الجمعة ليأخذ المصحف ليقرأ فيه ، ثم يتخطاهم مرة أخرى ليوصله لمكانه ، فمثل هــؤلاء مزعجون بالدرجة الأولى ، ومرتكبون محظورا منهي عنه ، وهم يريدون الأجر لكن لم يوفقوا .
ومن المأمومين أيضا في صلاة الجمعة من يتسابقون للصف الأول عند سماع الإقامة بينما هم قبل ذلك في آخر المسجد أو يستندون على المسند الخشبي أو الجدار آخر المسجد ، فعملهم هذا فيه عادة غير لائقة بهم ، فإما أن يتقدموا منذ البداية أو لا يتسابقوا بشكل مزعج ومؤذي .
ومن المأمومين من يأتي للصف الأول متقدما محبا للخير وهذا شيء طيب ، ولكن بعد أن تنتهي الصلاة يقفز من الصف الأول ويضايق كل الصفوف خلفه يريد الخروج وكأنه لدغ من ثعبان ، فلا يسبح ولا يذكر الله ، ولو صبر قليلا لم يحصل منه أذية .
وأخيرا من المشرفين على المساجد وأئمة المساجد من يملأ المسجد بأوراق ومطبوعات ولوحات وإعلانات وبرادات وتوابع البرادات قوارير الماء ومكانس الكهرباء إلى درجة تحول المسجد شرقيه وغربه وجوانبه إلى حراج أثاث مستعمل ، وهذا لا يليق ، فعليكم بنظافة المسجد من كل شيء وتخصيصه للعبادة ، أنتم لا ترضون هذا في بيوتكم أترضونه في بيت الله، لا تشغلوه بأشياء واجتهادات من عندكم فهو ليس مكان مخصص لغير العبادة ، ويمكن وضع كل هذه الأشياء في مكان يخصص خارج المكان المفروش وإلا فأنتم تضايقون المصلين بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان .
أيضا يلاحظ على أن أغلب الأمة في المساجد يتخذ محراباً يقوم بتفصيله يأخذ ثلاثة صفوف أمامية ، ولم يكتف بالمحراب الأصلي للمسجد ، حيث يأتي بإسفنج أو خشب ويكسوه بالسجاد وهذا فيه تضييع ثلاث صفوف ، والمصلين أحوج ما يكون لهذه الصفوف التي يشغلها الأمام وحده ، بينما يتحول المحراب الأصلي وما خلفه إلى مستودع . فيه كراتين المنادين ومباخر وأسلاك وأدوات تنظيف وغيرها . وليت الأمر يتوقف على هذا بل يضطر والحالة تلك إلى تمديد توصيلا كثيرة لكي تصل السماعات إلى هناك .
ويلاحظ أيضا أن بعض المساجد يوضع فيها وأمام المصلين سلالم كبيرة وأشياء ربما لم تعد مستخدمة ولا يدرون كيف يتخلون منها فتجد في جنبات المسجد ما يشبه القمائم .
أيضا بعض الأمة والمشرفون على المساجد يتصرفون بشكل فردي في أعمال المسجد ، كوضع المظلات ووضع البرادات ، وغيرها ، وبعد فترة يتحول المسجد إلى خرابة ، حيث يشوه شكله وتهدر أموال بحسب رأي فرد لم يحسن التصرف .
وأخيرا : الجوال ، كم مرة نصحنا المأمومين بأن يقفلوا جوالاتهم ولكن عجزنا عنهم فلم يستجب بعضهم وخاصة من العمالة ، الذين للأسف يزعجوننا كل صلاة وكأنهم لا يفقهون ، فلو أن الشخص الذي بجانب المزعج نبهه بحركة تشير إلى أنه أفسد الخشوع ، وينبهه بالكلام بعد الصلاة بقوله : اتق الهف لا تعيد هذا الإزعاج ، يقولها بطريقة لينة ومؤدبة لكن لا يسكت أبدا.